الثلاثاء، 29 أغسطس 2000

طموح الصين الفضائي

طموح الصين الفضائيبقي اسم دولة الصين التي تعد من الدول الخمس الكبرى التي هي إضافة للصين: (الاتحاد السوفيتي السابق (روسيا حالياً) والولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا) لا تعامل عملياً كدولة كبرى وبالذات أثناء حقبة الحرب الباردة التي أشرفت على شبه نهايتها منذ سنة 1991م التي شهدت سقوط القلعة الأولى لمعسكر الاشتراكية (الاتحاد السوفيتي) من الداخل أمام المعسكر الرأسمالي المنتصر (بالمجان) وهذا ما وضع الصين الاشتراكية في طور التحديات العلمية السلمية مع الغرب.تزامن طموح الصين العلمي – الفضائي بإنزال رواد على القمر مؤخراً بإصدار إدارة البريد في العاصمة الصينية بكين لمجموعة خاصة من طوابع البريد مساهمة في الاحتفال بالنجاح التاريخي لإطلاق أول مركبة فضائية صينية مأهولة.وكان الصاروخ من نوع سمي بـ(المسيرة الكبرى 2 أف) قد حمل المركبة الفضائية من قاعدة منغوليا في (صحراء غوبي) على بعد أكثر من (1000) ألف كيلومتر إلى الغرب من بكين وبعد مضي (10) دقائق على الإطلاق تم وضع المركبة في مدارها.وإذ نقلت تصريحات مسؤولين صينين نقلتها وسائل الإعلام الدولية تقول: (أن إرسال رائد إلى الفضاء مدرج ضمن البرنامج الفضائي الصيني) فقد علق علماء أجانب من: (أن الصين قد تسرِّع برنامجها وتبني محطتها الفضائية بحلول سنة 2008م).ولعل صباح يوم الخامس عشر من أكتوبر 2003م الماضي قد شهد إنجازاً ذو أهمية علمية بالغة بالنسبة للمجتمع الصيني حين تم إطلاق (رائد مسلح) لأول مرة نحو الفضاء إذ وصفت مصادر صحافية نقلاً عن (جي فارين) كبير مصممي المركبة الفضائية الآنفة أنه وزملاءه واثقون من نجاح الرحلة رغم أن مجموع ما أطلقته الصين من مركبات فضائية سابقاً لم يتعدى سوى (4) أربع مركبات غير مأهولة في إطار برنامجها الجديد الذي بدأ في سنة 1992م بسبب قلة الأموال.وتعتزم الصين التي تسعى لتكون قوة تكنولوجية عالمية استكشاف القمر واستكمال بناء محطة فضائية سنة 2020م قبل أن توجه أنظارها إلى المريخ.ودولة الصين التي تعد في الحسابات الأيديولوجية من صف الحكومات الكافرة بسبب قيادة الحزب الشيوعي الصيني لها فاجأت الرأي العام العالمي بأنها قد أطلقت على مركبتها الفضائية اسم (شيندجوه) الذي يعني باللغة الصينية (المركبة الإلهية) والذي يمكن تفسيره كنوع من الرجوع إلى الإيمان بالله سبحانه وتعالى وكان على متنها رائداً فضائياً صينياً واحداً هو اللفتنانت كولونيل (يانغ ليوي).. (38 سنة) ودارت (14) دورة حول الأرض خلال (21) ساعة قبل أن تهبط عائدة من جديد إلى منغوليا مكان إنطلاقها. وبذا أصبحت الصين الدولة الثالثة في تسلسل الدول الفضائية التي نجحت في إطلاق مركبة مأهولة إلى الفضاء بعد الاتحاد السوفيتي السابق والولايات المتحدة الأمريكية اللتين أرسلتا رواد فضاء سابقاً إلى الفضاء الخارجي.وكانت لحظة تاريخية بالنسبة لمواطني الصين وهم يستمعون للرائد الفضائي (ليوي) عبر أجهزة الإعلام المرئية والمسموعة بعد هبوطه الناجح بمركبته على أرض منغوليا: (أشعر بأنني بحالة جيدة ووضعي جيد) وقال: (أن إطلاق المركبة الفضائية الصينية إلى الفضاء وعودتها بنجاح هو – انتصار للوطن – وكانت وزارة الخارجية الصينية قد ذكرت: (أن أي دبلوماسي أجنبي لم يدع لحضور عملية إطلاق المركبة).ويركّز الخبراء على رغبة الصين – غير المعلنة رسمياً – في إثبات سيادتها ومكانتها العلمية والتكنولوجية في حين يخمن أكثر المتابعون أن لهذا الإنجاز الصيني نتائج مدنية وأبعاد عسكرية كبيرة. وهو بقدر كونه يشكل خطوة إضافية في الاستراتيجية الشاملة التي تتبعها الصين من أجل امتلاك وسائل عسكرية في الفضاء كوسيلة وحيدة تتساوى فيها مع قوى الولايات المتحدة في قارة آسيا، ولعل الطابع العسكري الذي رافق تنفيذ برنامج إطلاق المركبة الفضائية الصينية وثم عودتها وإجراءات التكتم لمنع تسريب أي معلومات قبل إطلاق المركبة ما شجع على النظر بعين واحدة للإنجاز الصيني.وحيث يرى خبراء الفضاء غير الصينيين أن الصين بإمكانها الآن أن تسرِّع برنامجها الفضائي وتنافس فيه روسيا والولايات المتحدة بعد نجاح رحلتها المدارية الآنفة فإن ردود الفعل العلمية الغربية قد امتازت بهواجس سياسية وعسكرية أيضاً إذ صرح (لاري ورتزل) الخبير الأمريكي في شؤون البرنامج العسكري الصيني: (إن الصين أدركوا أن تفوقنا في مجال الاتصالات والاستخبارات والمراقبة يعتمد على ما نملكه في الفضاء وهذا ما أقنع المخططين الاستراتيجيين في الجيش الصيني بأن قوة أمريكا يمكن أن تصبح نقطة ضعفها).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشكلة العلماء مع السرعات والمسافات الهائلة

مشكلة العلماء مع السرعات والمسافات الهائلةمن أهم الصعوبات التي تواجه العلماء هي كيفية قطع المسافات الهائلة الفاصلة بين النجوم والمجرات.فعند ...